.. لم يستطع أن يتخيل نفسه ميتا في صحراء قاحلة حيث لا شخص يجده ولا حبيبا يذكره.. الشيء الذي زاد من رغبته في مقاومة هذه الغيبوبة الحرجة.. لقد بدأ يحس أن نزيف كتفه لن يتوقف قبل أن يجف جسمه من الدم.. عليه أن يتخذ قرارا حاسما وسريعا.. فكيف له أن يرمي بالرصاص فتاة تعتبر بجميع المقاييس البيولوجية "أختا"..
نفض الغبار من حوله وهو يجر حصانه العربي المعروف بالشدة والعناد.. التفت خلفه فلم يلمح شيئا يشجع على البقاء.. صحراء قاحلة.. لا تكاد تجد فيها نبع ماء تبلل بقطراته حلقك.. سراب في سراب.. والخطر يداهمه.. شيء ما بداخله يخبره بأنه لم يبتعد كثيرا.. هناك من يراقبه.. أو بالأحرى تراقبه.. إنه متأكد من ذلك.. يبدو أن مهمته لم تنته كما ينبغي..